فحيح أفعى .. و السمُ لطيف ، التفيير! :
Contents
ما هي خطوات النجاح ؟
ما هي خطوات النجاح قصة النجاح : عند الوقوف على أطلال الحلم نجد أننا إما أن نمضي متوكلين على الله واثقين نحو الهدف أو نعود إلى الوراء ، فارغيّ الأيدي و الأماني
الوقت لم يعد ينتظر أولئك الذين يقفون متأملين الجبال يعجبون بشموخها و يشهقون لعلوها ، بل أصبح الوقت حكراً على أولئك الذين شقوا سبلاً في الجبال و مهدوها ليصلوا إلى القمم
حادثة واقعية من سابق الزمن ، تؤكد أن التغيير لا يُحصر على أحد إلا على أصحاب الهمة العالية الذين استطاعوا الوقوف أمام لجج الفشل مثل ” كان كلويفرت ”
– الرغبة في التغيير :
رغم شدة أشعة الأشمس التي أنهكت أولئك الفلاحين ، إلا أن أشعة الأمل قد اخترقت نافذة ذلك الفلاح الصغير ، و راحت تجوب في ثنايا قلبه بلطف
تبحث عن ذلك الشيء المدفون ، الرغبة .. الحماس .. الاندفاع
” كان كلويفرت ” من حرث و زرع و حصد في أراضي هولندا سنوناً كثيرة ، عمل بجدٍ على قطعة الأرض الصغيرة تلك واثقاً بأنه سيفوح عبق غينائها اليوم أو بانفلاق صبح الغد ، أمله كان كبيراً و ريّ مزرعته بعرقٍ دائم الانصباب من جبينه
لكنه أصاب قلبه طيفُ كلٍ و ملل !! و تخبطت آماله و كاد يغرق بـ لجج اليأس !
فأمسك بعصا الأمان و وقف ثابتاً على قدميه و قطع عهداً على نفسه بأن يحيي أرضاً أخرى .. و يجعل عبق مزرعته تفوح في أرجاء العالم
و أخذ بزمام مزرعته و طاف بين أسواق الباعة ، يعرض مزرعته بزرعها و ظلها لأي مشتري
يريد أن يُدبر عن مزرعته و يأفل عنها ، ليبزغ بأمله على أرضٍ جديدة .. امتازت بالخصوبة .. و أي خصوبة ؟
خصوبة شديدة تسمح له بزرع بذور أحلامه ليستظل غداً تحت ظل أشجارها .
– استيطان أفريقيا :
انتقل فان كلويفرت إلى جنوب أفريقيا ، حيث عَلِمَ أنها الوجهة الصحيحة له ليبدأ مشوار كدٍ و فلاح ليمتلك أرضاً زراعية تعودُ عليه بالنفع أكلاً و بيعاً
و اشترى أرضاً مناسبة – كما خُيِلَ له – فـ فوجئ !
صعق و جثا على ركبتيه على مقدمة أرضه الزراعية الجديدة مذهولاً ، رأى أرضاً أُهْلِكت و دماراً شاملاً لا يسع العقول تصوره !
استوطنت الأفاعي و العقارب و حاملات السموم تلك الأرض الزراعية و جعلتها حِكراً عليها تعيثُ فيها فساداً
أيقن حينها فان كلويفرت أنه قد بات يعيش في غربتين ! غربة أفريقيا التي خَلْف وراءها موطنه ، و غربة اليأس التي أدرك أنه وقع فيها بعدما اشترى أرضاً فاسدة لا تُمهد له السبيل ليصل إلى أحلامه ..
– توليد النجاح من قاع الفشل :
لكن ما أيقظ قلبه المعمور بالفأل و روحه التي تشتاق لاستنشاق عبق الإنجاز ، فحيح أفعى .. نعم فحيح الأفعى هي من أخذت بقلبه بعيداً ليصبح هناك
حيث كان يحلُم ..
حيثُ يكون ذا هدفٍ و إنجاز ..
هناك في القمم ، حيث لا يعلوها إلا أصحاب الهمم
تلفت يمنةً و يسرة يقلب أرضه الفاسدة . ماذا لو أنه تخلى عن حلمه المعتاد ؟ و شق سبيلاً نحو القمة ؟!
” مزرعة كان كلويفرت ، أكبر مزرعة لصناعة مضادات السموم الطبيعية ”
هذه هي القصة التي تناقلها فكر أولئك الذين يؤمنون بأن النجاح يُولد في عُقر دار الفشل كما يخرج الحي من الميت
فـ كان كلويفرت ضرب مثلاً لمن يملِكُ حلماً و أمامه لجج الفشل
عَلَّمَ من حوله كيفَ تُشق كرة اليأس لنصل إلى لب النجاح
قرر كان كلويفرت الاستفادة من سموم تلك الأفاعي في صناعة مضادات السموم الطبيعية ليدخل بذلك عالماً جديداً يكونُ فيه الكوكب اللامع
و من هذه المزرعة الخربة و القلب العامر بالأمل . حول كان كلويفرت وجهته من الزراعة إلى صناعة مضادات السموم الطبيعية
– الثمرة المجنية :
تكثر تلك الأراضي الخربة في حياتك ، لكن المهم أن تحرثها بقلبٍ معمورٍ بالفأل
فليس المهم أي بذرةٍ تزرع .. المهم أن تزرع و تسقي حتى تستظل بشجرها
أقصى أمانيّ كان كلويفرت أن ينعم بظل مزرعته ، لكن انظر .. ها هو اليوم ينعم بظل الأفاعي و سمومها
كل شيءٍ ممكن !